Doa
Hari Arafah Al-Hussein (as)
(اِلهى
اَنَا الْفَقيرُ فى غِناىَ فَكَيْفَ لا اَكُونُ فَقيراً فى فَقْرى !؟، اِلهى اَنَا
الْجاهِلُ فى عِلْمى فَكَيْفَ لا اَكُونُ جَهُولاً فى جَهْلى ، اِلهى اِنَّ
اخْتِلافَ تَدْبيرِكَ ، وَسُرْعَةَ طَوآءِ مَقاديرِكَ ، مَنَعا عِبادَكَ
الْعارِفينَ بِكَ عَنْ السُّكُونِ اِلى عَطآء ، وَالْيأْسِ مِنْكَ فى بَلاء
.
اِلهى
مِنّى ما يَليقُ بِلُؤُمى وَمِنْكَ ما يَليقُ بِكَرَمِكَ ، اِلهى وَصَفْتَ
نَفْسَكَ بِاللُّطْفِ وَالرَّأْفَةِ لى قَبْلَ وُجُودِ ضَعْفى ، اَفَتَمْنَعُنى
مِنْهُما بَعْدَ وُجُودِ ضَعْفى ، اِلهى اِنْ ظَهَرَتِ الَْمحاسِنُ مِنّى
فَبِفَضْلِكَ ، وَلَكَ الْمِنَّةُ عَلَىَّ ، وَاِنْ ظَهَرْتِ الْمَساوىُ مِنّى
فَبِعَدْلِكَ ، وَلَكَ الْحُجَّةُ عَلَىَّ اِلهى كَيْفَ تَكِلُنى وَقَدْ
تَكَفَّلْتَ لى ، وَكَيْفَ اُضامُ وَاَنْتَ النّاصِرُ لى ، اَمْ كَيْفَ اَخيبُ
وَاَنْتَ الْحَفِىُّ بى ، ها اَنَا اَتَوَسَّلُ اِلَيْكَ بِفَقْرى اِلَيْكَ ،
وَكَيْفَ اَتَوَسَّلُ اِلَيْكَ بِما هُوَ مَحالٌ اَنْ يَصِلَ اِلَيْكَ ، اَمْ
كَيْفَ اَشْكُو اِلَيْكَ حالى وَهُوَ لا يَخْفى عَلَيْكَ ، اَمْ كَيْفَ اُتَرْجِمُ
بِمَقالى وَهُوَ مِنَكَ بَرَزٌ اِلَيْكَ ، اَمْ كَيْفَ تُخَيِّبُ آمالى وَهِىَ
قَدْ وَفَدَتْ اِلَيْكَ ، اَمْ كَيْفَ لا تُحْسِنُ اَحْوالى وَبِكَ قامَتْ
.
يا
اِلهى ما اَلْطَفَكَ بى مَعَ عَظيمِ جَهْلى ، وَما اَرْحَمَكَ بى مَعَ قَبيحِ
فِعْلى ، اِلهى ما اَقْرَبَكَ مِنّى وَاَبْعَدَنى عَنْكَ ، وَما اَرْاَفَكَ بى
فَمَا الَّذى يَحْجُبُنى عَنْكَ ، اِلهى عَلِمْتُ بِاِخْتِلافِ الاْثارِ ،
وَتَنقُّلاتِ الاَْطْوارِ ، اَنَّ مُرادَكَ مِنّى اَنْ تَتَعَرَّفَ اِلَىَّ فى
كُلِّ شَىء ، حَتّى لا اَجْهَلَكَ فى شَىء .
اِلهى
كُلَّما اَخْرَسَنى لُؤْمى اَنْطَقَنى كَرَمُكَ ، وَكُلَّما آيَسَتْنى اَوْصافى
اَطْمَعَتْنى مِنَنُكَ ، اِلهى مَنْ كانَتْ مَحاسِنُهُ مَساوِىَ ، فَكَيْفَ لا
تَكُونُ مُساويهِ مَساوِىَ ، وَمَنْ كانَتْ حَقايِقُهُ دَعاوِىَ ، فَكَيْفَ لا
تَكُونُ دَعاوِيَهِ دَعاوِىَ ، اِلهى حُكْمُكَ النّافِذُ ، وَمَشِيَّتُكَ
الْقاهِرَةُ لَمْ يَتْرُكا لِذى مَقال مَقالاً ، وَلا لِذى حال حالاً
.
اِلهى
كَمْ مِنْ طاعَة بَنَيْتُها ، وَحالَة شَيَّدْتُها ، هَدَمَ اِعْتِمادى عَلَيْها
عَدْلُكَ ، بَلْ اَقالَنى مِنْها فَضْلُكَ ، اِلهى اِنَّكَ تَعْلَمُ اَنّى وَاِنْ
لَمْ تَدُمِ الطّاعَةُ مِنّى فِعْلاً جَزْماً فَقَدْ دامَتْ مَحَبَّةً وَعَزْماً
.
اِلهى
كَيْفَ اَعْزِمُ وَاَنْتَ الْقاهِرُ ، وَكَيْفَ لا اَعْزِمُ وَاَنْتَ الاْمِرُ ،
اِلهى تَرَدُّدى فِى الاْثارِ يُوجِبُ بُعْدَ الْمَزارِ ، فَاجْمَعْنى عَلَيْكَ
بِخِدْمَة تُوصِلُنى اِلَيْكَ ، كَيْفَ يُسْتَدَلُّ عَلَيْكَ بِما هُوَ فى
وُجُودِهِ مُفْتَقِرٌ اِلَيْكَ ، اَيَكُونُ لِغَيْرِكَ مِنَ الظُّهُورِ ما لَيْسَ
لَكَ ، حَتّى يَكُونَ هُوَ الْمُظْهِرَ لَكَ ، مَتى غِبْتَ حَتّى تَحْتاجَ اِلى
دَليل يَدُلُّ عَليْكَ ، وَمَتى بَعُدْتَ حَتّى تَكُونَ الاْثارُ هِىَ الَّتى
تُوصِلُ اِلَيْكَ ، عَمِيَتْ عَيْنٌ لا تَراكَ عَلَيْها رَقيباً ، وَخَسِرَتْ
صَفْقَةُ عَبْد لَمْ تَجْعَلْ لَهُ مِنْ حُبِّكَ نَصيباً .
اِلهى
اَمَرْتَ بِالرُّجُوعِ اِلَى الاْثارِ فَاَرْجِعْنى اِلَيْكَ بِكِسْوَةِ
الاَْنْوارِ ، وَهِدايَةِ الاِْسْتِبصارِ ، حَتّى اَرْجَعَ اِلَيْكَ مِنْها كَما
دَخَلْتُ اِلَيْكَ مِنْها ، مَصُونَ السِّرِّ عَنِ النَّظَرِ اِلَيْها ،
وَمَرْفُوعَ الْهِمَّةِ عَنِ الاِْعْتِمادِ عَلَيْها ، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىء
قَديرٌ .
اِلهى
هذا ذُلّى ظاهِرٌ بَيْنَ يَدَيْكَ ، وَهذا حالى لا يَخْفى عَلَيْكَ ، مِنْكَ
اَطْلُبُ الْوُصُولُ اِلَيْكَ ، َوِبَكَ اَسْتَدِلُّ عَلَيْكَ ، فَاهْدِنى
بِنُورِكَ اِلَيْكَ ، وَاَقِمْنى بِصِدْقِ الْعُبُودِيَّةِ بَيْنَ يَدَيْكَ ،
اِلهى عَلِّمْنى مِنْ عِلْمِكَ الَْمخْزُونِ ، وَصُنّى بِسِتْرِكَ الْمَصُونِ
.
اِلهى
حَقِّقْنى بِحَقائِقِ اَهْلِ الْقُرْبِ ، وَاسْلُكْ بى مَسْلَكَ اَهْلِ الْجَذْبِ
، اِلهى اَغْنِنى بِتَدْبيرِكَ لى عَنْ تَدْبيرى ، وَبِاخْتِيارِكَ عَنِ اخْتِيارى
، وَاَوْقِفْنى عَلى مَراكِزِ اضْطِرارى ، اِلهى اَخْرِجْنى مِنْ ذُلِّ نَفْسى ،
وَطَهِّرْنى مِنْ شَكّى وَشِرْكى قَبْلَ حُلُولِ رَمْسى ، بِكَ اَنْتَصِرُ
فَانْصُرْنى ، وَعَلَيْكَ اَتَوَكَّلُ فَلا تَكِلْنى ، وَاِيّاكَ اَسْأَلُ فَلا
تُخَيِّبْنى ، وَفى فَضْلِكَ اَرْغَبُ فَلا تَحْرِمْنى ، وَبِجَنابِكَ اَنْتَسِبُ
فَلا تُبْعِدْنى ، وَبِبابِكَ اَقِفُ فَلا تَطْرُدْنى .
اِلهى
تَقَدَّسَ رِضاكَ اَنْ يَكُونَ لَهُ عِلَّةٌ مِنْكَ ، فَكَيْفَ يَكُونُ لَهُ
عِلَّةٌ مِنّى ، اِلهى اَنْتَ الْغِنىُّ بِذاتِكَ اَنْ يَصِلَ اِلَيْكَ النَّفْعُ
مِنْكَ ، فَكَيْفَ لا تَكُونُ غَنِيّاً عَنّى ، اِلهى اِنَّ الْقَضآءَ وَالْقَدَرَ
يُمَنّينى ، وَاِنَّ الْهَوى بِوَثائِقِ الشَّهْوَةِ اَسَرَنى ، فَكُنْ اَنْتَ
النَّصيرَ لى ، حَتّى تَنْصُرَنى وَتُبَصِّرَنى ، وَاَغْنِنى بِفَضْلِكَ حَتّى
اَسْتَغْنِىَ بِكَ عَنْ طَلَبى ، اَنْتَ الَّذى اَشْرَقْتَ الاَْنْوارَ فى قُلُوبِ
اَوْلِيآئِكَ حَتّى عَرَفُوكَ وَوَحَّدوكَ .
وَاَنْتَ
الَّذى اَزَلْتَ الاَْغْيارَ عَنْ قُلُوبِ اَحِبّائِكَ حَتّى لَمْ يُحِبُّوا
سِواكَ ، وَلَمْ يَلْجَأوا اِلى غَيْرِكَ ، اَنْتَ الْمُوْنِسُ لَهُمْ حَيْثُ
اَوْحَشَتْهُمُ الْعَوالِمُ ، وَاَنْتَ الَّذى هَدَيْتَهُمْ حَيْثُ اسْتَبانَتْ
لَهُمُ الْمَعالِمُ ، ماذا وَجَدَ مَنْ فَقَدَكَ ، وَمَا الَّذى فَقَدَ مَنْ
وَجَدَكَ ، لَقَدْ خابَ مَنْ رَضِىَ دُونَكَ بَدَلاً ، وَلَقَدْ خَسِرَ مَنْ بَغى
عَنْكَ مُتَحَوِّلاً ، كَيْفَ يُرْجى سِواكَ وَاَنْتَ ما قَطَعْتَ الاِْحْسانَ ،
وَكَيْفَ يُطْلَبُ مِنْ غَيْرِكَ وَاَنْتَ ما بَدَّلْتَ عادَةَ الاِْمْتِنانِ ، يا
مَنْ اَذاقَ اَحِبّآءَهُ حَلاوَةَ الْمُؤانَسَةِ ، فَقامُوا بَيْنَ يَدَيْهِ
مُتَمَلِّقينَ ، وَيا مَنْ اَلْبَسَ اَوْلِياءَهُ مَلابِسَ هَيْبَتِهِ ، فَقامُوا
بَيْنَ يَدَيْهِ مُسْتَغْفِرينَ ، اَنْتَ الذّاكِرُ قَبْلَ الذّاكِرينَ ، وَاَنْتَ
الْبادى بِالاِْحْسانِ قَبْلَ تَوَجُّهِ الْعابِدينَ ، وَاَنْتَ الْجَوادُ
بِالْعَطآءِ قَبْلَ طَلَبِ الطّالِبينَ ، وَاَنْتَ الْوَهّابُ ثُمَّ لِما وَهَبْتَ
لَنا مِنَ الْمُسْتَقْرِضينَ .
اِلهى
اُطْلُبْنى بِرَحْمَتِكَ حَتّى اَصِلَ اِلَيْكَ ، وَاجْذِبْنى بِمَنِّكَ حَتّى
اُقْبِلَ عَلَيْكَ ، اِلهى اِنَّ رَجآئى لا يَنْقَطِعُ عَنْكَ وَاِنْ عَصَيْتُكَ ،
كَما اَنَّ خَوْفى لا يُزايِلُنى وَاِنْ اَطَعْتُكَ ، فَقَدْ دَفَعْتَنِى
الْعَوالِمُ اِلَيْكَ ، وَقَدْ اَوْقَعَنى عِلْمى بِكَرَمِكَ عَلَيْكَ ، اِلهى
كَيْفَ اَخيبُ وَاَنْتَ اَمَلى ، اَمْ كَيْفَ اُهانُ وَعَلَيْكَ مُتَكَّلى
.
اِلهى
كَيْفَ اَسْتَعِزُّ وَفِى الذِّلَّةِ اَرْكَزْتَنى ، اَمْ كَيْفَ لا اَسْتَعِزُّ
وَاِلَيْكَ نَسَبْتَنى ، اِلهى كَيْفَ لا اَفْتَقِرُ وَاَنْتَ الَّذى فِى
الْفُقَرآءِ اَقَمْتَنى ، اَمْ كَيْفَ اَفْتَقِرُ وَاَنْتَ الَّذى بِجُودِكَ
اَغْنَيْتَنى ، وَاَنْتَ الَّذى لا اِلهَ غَيْرُكَ تَعَرَّفْتَ لِكُلِّ شَىء فَما
جَهِلَكَ شَىءُ ، وَاَنْتَ الَّذى تَعَرَّفْتَ اِلَىَّ فى كُلِّ شَىء ، فَرَاَيْتُكَ
ظاهِراً فى كُلِّ شَىء ، وَاَنْتَ الظّاهِرُ لِكُلِّ شَىء ، يا مَنِ اسْتَوى
بِرَحْمانِيَّتِهِ فَصارَ الْعَرْشُ غَيْباً فى ذاِتِهِ ، مَحَقْتَ الاْثارَ
بِالاْثارِ ، وَمَحَوْتَ الاَْغْيارَ بِمُحيطاتِ اَفْلاكِ الاَْنْوارِ
.
يا
مَنِ احْتَجَبَ فى سُرادِقاتِ عَرْشِهِ عَنْ اَنْ تُدْرِكَهُ الاَْبْصارُ ، يا
مَنْ تَجَلّى بِكَمالِ بَهآئِهِ ، فَتَحَقَّقتْ عَظَمَتُهُ مَنْ الاِْسْتِوآءَ ،
كَيْفَ تَخْفى وَاَنْتَ الظّاهِرُ ، اَمْ كَيْفَ تَغيبُ وَاَنْتَ الرَّقيبُ
الْحاضِرُ ، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىء قَدير ، وَالْحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ ) .
Tiada ulasan:
Catat Ulasan